يدعو الشيطان المرء الى المعصية يزعم انه ينصحه ويريد خيره.وقد أقسم لابينا على انه ناصح له(وقاسمهما اني لكما لمن الناصحين)سورة الاعراف21 وقد روى وهب بن منبه هذه القصة الطريفة عن اهل الكتاب نسوقها لنعلم اسلوبا من اساليب الشيطان في اضلال العباد.وكي نحذر نصحه ونخاله فيما يدعونا اليه.
هذه القصة من الاسرائيليات لا تصدق ولا تكذب ويجوز التحديت بها يقول الرسول صلى الله عليه وسلم وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج.
بسم الله الرحمن الرحيم
يروى انه كان في بني اسرائيل عابد من اعبد اهل الارض في ذاك الزمان وكان هناك ثلاث اخوة لهم اخت بكر الوحيدة ليس لهم اخت غيرها وكان الاخوة من اشد فتيان قومهم قوة وكانت الحرب قد اشتدت اونادى منادي بالاستعداد لمغادرة البلاد للحرب
فلم يدروا اين يتركون اختهم وهم لايامنون احد في اوقات الحرب
فاجمع رايهم بعد التفكير والاستشارة اولي العزم
ان يتركوا اختهم امانة عند الراهب لما يتميز به معبده من طمأنينة والامن
فقصدوا الراهب وطلبوا منهم ان ينركوا اختهم امانة عنده الا ان يرجعوا من الحرب
فابى الراهب في اول الامر
لكن قبلها بعد مفاوضات طويلة لكن بشرط
ان تسكن الاخت في بيت جانب الصومعة مستقل
فنزلت الاخت في البيت ثم تركوها لوحدها للعزلة والوحدة تستعد
فمكثت زمانا جوار العبد ينزل اليها الطعام ويضعه امام الباب ثم ينصرف
ويصعد صومعته ثم يطل من النافذة ليامرها باخد الطعام فتستجيب
تاكل لقيمات الطعام ومن الماء ترتشف
جاء ابليس الى العابد يحاول الايفاع به وهو يتلطف
لو تمشي بطعامك الى بيتها هذا هو العمل الاحسن
خير ان يراها احد فيتربص بها وذاك عمل اعظم
كل خطوة تخطوها الى بيتها فيها من الجزاء الاوفر
فاستجاب العابدواصبح يذهب بالطعام الى بيت الجارية وهو يبتغي الحذر
فرغب ايليس بعد ذلك له الكلام معها لتستانس به ففعل
فاصيح يلتقيان يوميا ويتكلمان اليوم بكامله حتى تغيب الشمس فينصرف
جاء ابليس هذه المرة يتلطف وهو بحمل المكائد ويضمر
لو دنوت منها وجلستما قي البيت كان اروع و
لاجتناب القيل والقال افضل
ففعل ما امربه ابليس فلم يكد ابليس يزين له اعماله حتى ضرب العابد فخذها اتناء الكلام والاستئناس
وقبلها بعدما احتضنها والشوق يجمع بينهما واستحسنا الامر بعدما اصبحت الالفه تجمع بينهما بدعوى الصداقة والانس والاعجاب المتبادل بينهما يا كله الشوق واللهفة
وكلما مر يوم الا وازداد كل واحد منهما عطشا لايرتوي ضماه الا باللقاء الاخر وابليس يزين العمل
الا ان وقعا في المحظور فحبلت الجارية وانجبت غلاما سفاحا ثمرت علاقة كانت في البداية بريئة
جاء ابليس فقال للعابد الناسك
_ارايت ان جاء اخوة الجارية ووجدوا الولد انذاك يفتضح امرك وامرها ولن يتفعك احد فاذبح الغلام وادفنه في الغرفة فان الجارية ستكثم الامر مخافة اخوتها ان يطلعوا على السر
ففعل العابد وانقطعت حيلته واصبح اسير الشيطان بعدما تورط
فعاد اليه في الغد وقال له
كيف تامن على نفسك من غدر النساء وتفجع المراة على مقتل ابنها فان الجارية لن تكثم ما صنعت بها وبولدها
_ما العمل وانا الان متورط
اقتلها وادفنها في فناء البيت مع ابنها وارتح من وجع الدماغ ستدفن مع سرها
بعد تفكير عميق عمد الى الجارية ودبحها فدفنها الى جوار ابنها واطبق عليهما صخرة عظيمة وسوى بها الارض
ثم صعد الى الصومعة يتعبد ما بقي من العمر
جاء الاخوة الثلاث بعد انتهاء الحرب
فسالوا عن اختهم وهم ياكلهم الشوق
فنعاها اليهم وترحم عليها لقد ماتت بعد مصارعة المرض
فبكاها وقال _كانت خير امراة عرفتها الارض
وهذا قبرها انه لها نعم مستقر
فبكى الاخوة ااختهم وبكوا لفقدانها اياما لايفارقون القبر
ثم انصرفوا راجعين الى بلدهم بعد طول السهر
جاءهم الشيطان في المنام على هيئة رجل صالح اعياه تعب السفر
فسالهم عن اختهم وحالها فحكوا له الخبركما رواه العابد
فكذب ما قاله العابدوحكي لهم حكاية القتل
واراهم بالضبط مكان الدفن
فلما استفاقواجمعوا امرهم على السفر للتيقن من الامر
فلما وصلوا المكان
نبشوا الموضع الذي وصف لهم في المنام
فوجدوا اختهم و ابنها مذبوحين في الحفرة كما قيل لهم
فاعترف العابد بذنبه ثم اوثقوه واقتدوه الى الحاكم ليصلب
جاءه ابليس وقال
لقد علمت اني صاحبك الذي فتنتك بامراة حتى احبلتها وذبحتها وابنها معا فان اطعتني الان خلصتك مما انت فيه
اكفر بالله الذي خلقك وصورك
-فلما كفر العابد قال الشيطان اني بريءمنك اني اخاف رب العالمين
البوابة 
