منذ ان أبدينا العزم على السفر لقضاء العطلة الصيفية فى الخارج , ونظام البيت منقلب رأساً على عقب , المناقشات جارية بين الأولاد
حول أى منطقة سيزورونها وكيف ستبرمج أولوية الرحلات , وخطط كثيرة أخرى أجبرتنى على الاستماع فقط دون المجازفة بالحديث ,
كى لا اتورط بمناقشات تمتد إلى ساعات الفجر الأولى . فأولادى الثلاتة كل منهم يحمل طباعا وميولا وخيالا يختلف فيها عن الأخر
** حقائب السفر ظلت مفتوحة أياما فى غرفة الأولاد , كل يوم يضاف إليها شىء جديد , والقائمة لا تنتهى , مجادلات بين ابنتى وأخويها
أسمعها بين الحين والأخر .. كل منهم يصر على إختيار المدينة التى سوف نتوجه اليها فور وصولنا . حتى المصابيح لم تنطفىء طوال
الليل , وفشلت جميع محاولاتى ومحاولة والدتى التى تعيش معنا لإقناع الأولاد بالخلود إلى الراحة والنوم والتقليل من هذه الفوضى فى
البيت , الوحيد الذى لم يتأثر بكل هذه الفوضى فى الترتيبات هو زوجى العزيز , كعادته يدخن غليونه ويقرأ كل سطر فى جريدة
الصباح .. مع العلم انه يقرؤها فى المساء . كانت علاقة ابنى الأكبر بجدته ( والدتى ) قوية , فهو ابنى البكرى وهى التى تولت تربيته
وهذا العام لن تسافر معنا لإصابتها بمرض السكرى . كنت فى الصالة أثرثر لزوجى الصامت العاشق للجريدة .. حول وضع الأولاد حين
دخل ابنى يتساءل بضيق : هل صحيح ما سمعته بأن جدتى لن تسافر معنا ؟ .. نظرت اليه برفق وقلت : عزيزى أنت تعلم أنها لا
تقوى على ساعات السفر الطويلة والانتقال من مكان إلى آخر , ثم هناك حقنة لمعاجة السكرى لابد ان تأخذها كل يوم
لا تقلق ستكون بخير مع خالتك . كانت نبرات صوته تحمل الكثير من الرفض حين قال : لكنك تعلمين ان خالتى تعمل صباح مساء
وستكون جدتى وحيدة أغلب الوقت . أجبته بهدوء لإقناعه : جدتك لا ترغب فى السفر وهذا قرارها . خرج غاضبا بينما ردد زوجى الذى
اكتفى بالإنصات فقط : لقد كبر الأولاد بسرعة .
** قبل السفر بيومين فوجئنا بقرار اتخذه ابنى الأكبر : لن أسافر معكم وسأرافق جدتى لمنزل خالتى , وسوف اصطحبها إلى
المتنزه البحرى , وسنقضى وقتا ممتعا هناك . هممت بالرد فقاطعنى : أمى ... أرجوكى هذا قرارى ولا رجعة فيه .
وخرج وتركنى فى ذهول شديد , نظرت لزوجى الذى اعتدل فى جلسته وغاص فى سطور الجريدة , وهو يبتسم ابتسامة خفية
ولسان حاله يقول .. ما أروع الإرتباط العائلى .. !!
*** قصة معناها عجبى اتمنى ان تعجبكم
[i]