العــــــلاج
1- طلب العلم الشرعي: فهو يمنع صاحبه من عمل ما ليس بوارد ولا أصل له بالشرع، ويكون الشيطان منه أبعد وأشد فرقا وهربا.
وحال الموسوس كلها جهل بالشريعة فلو كانت عن علم لما فعل ما فعل.
2- تقوية الإيمان: وذلك بكثرة النوافل والطاعات والقربات من صلاة وزكاة وصيام.. إلخ، وأهم تلك القربات الفرائض، فإذا فعل ذلك قوي إيمانه وأصبح عنده سدا منيعا يحجب الشيطان الرجيم من الوصول إلى القلب.
3- المداومة على ذكر الله تعالى: قال الإمام أبو بكر ابن العربي: "إنّ الله تعالى سلط الشيطان على الإنسان في إفساد صلاته عليه قولا بالوسوسة... ودواؤها الذكر.. إلخ كلامه".
فالذكر هو الحصن الحصين، والسد المنيع، والحافظ الملازم، والسلاح الفتاك ضد الشياطين وخص من جملة الأذكار أذكار طرفي النهار، وأذكار النوم، والدخول والخروج وغيرهم.
4- معرفة أنّ الحق فيما جاء فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: فيتبعه في القول والفعل وذلك هو الهدي الذي ارتضاه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم ولنا فيه أسوة حسنة، والموسوس اتخذ طريق الشيطان سبيلا وساءت سبيلا.
5- العلم بأنّ الشيطان لن ينصح الإنسان أبدا: وإن زعم النصح {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ(21) فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ..} [سورة الأعراف: 21-22]، فاحذره واحذر خطواته.
6- المجاهدة في دفعه والتلهي عنه: فلا يجعله شغله الشاغل لأنّه إن تمادى به تمكن منه وهيهات حينها أن يزول إلاّ إذا شاء الله، فإذا دافعه وجاهده زال واضمحل بإذن الله.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: "ينبغي للعبد أن يثبت ويلازم ما هو فيه من الذكر والصلاة ولا يضجر فإنّه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً} [سورة النساء: من الآية 76] وكلما أراد العبد توجها إلى الله بقلبه جاءه من الوسواس أمور أخرى فإنّ الشيطان بمنزلة قالطع طريق كلما أراد العبد أن يسير إلى الله تعالى أراد قطع الطريق عليه، ولهذا قيل لبعض السلف: "إنّ اليهود والنصارى يقولون لا نوسوس، فقال صدقوا وما يصنع الشيطان بالبيت الخراب". أ.هـ.
7- الاستعاذة بالله تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} [سورة فصلت: من الآية 36] فإذا استعذت خنس وكان كالذبابة، فاستعذ عند قراءة القرآن وغير ذلك من العبادات.
قال ابن السعدي: "الاستعاذة فيها الاستعانة بالله على دفعه".
8- الدعاء: وهذا من أقوى الأسباب في دفع الوسواس وليعلم أنّ الله ليستحي أن يرد عبدا سأله، وقد وعد بالإجابة من دعاه. فأكثر الدعاء لا سيما في مواطن الإجابة.
وصلى الله على سيدنا محمدا وعلى آله وصحبه.
كتبه:
عبد الله بن سليمان العتيّق
في 23/3/1418هـ
دار ابن خزيمة للنشر والتوزيع
موقع بلغوا عنّي ولو آية
www.balligho.com