نص السؤال:
في قوله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه سائل أو طلبت إليه حاجة: ((اشفعوا تؤجروا...)) الحديث؟
الجواب:
فيه الحث على إعانة ذوي الحاجات بالشفاعة والجاه وغيرهما، وفيه كمال شفقته ورحمته صلى الله عليه وسلم على إيصال الخير لذوي الحاجات والسماع لأسئلتهم ومطالبهم، وفيه أنه كان صلى الله عليه وسلم أكرم الخلق وأرحمهم، وفيه من الدواعي لفعل الإحسان ما لا يوجد في غيره، ولكن مع ذلك أمر أصحابه بالشفاعة لأصحاب الحاجات، وإعانتهم على مطلوبهم، ولولا هذه الشفاعة ربما لم يحصل لهم مرادهم، وفيه أنه ينبغي لفاعل الخير المتعدي نفعه، أن يتسبب لأصحابه وحاضريه بفعل الخير مباشرة، أو شفاعة أو مساعدة، فإن ذلك خير ناجز محقق، فإن حصل مطلوب الطالب حصلت المصلحتان، وإلا فالشافع المعين قد حصل خيرًا وأجرًا على سعيه وإعانته، وفيه أيضًا أن المسؤول إذا شفع عنده، فإنه لا يلزمه قبول الشفاعة ويبقى الأمر باختياره، وكما أنه لا يلزمه قبول ذلك، فعليه أن لا يضجر ويمل من شفاعة الشافعين، بل يحتسب لهم الأجر والخير، كما أن على الشافع أن لا يغضب ولا يعادي أحدًا إذا لم تقبل شفاعته، فليس أحد أحب للنبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه، وقد كان أحيانًا يقبل شفاعتهم، وأحيانًا لا يقبلها بحسب ما يراه من الأحوال والمصالح، وقلوبهم لا تزداد إلا حبًا وودادًا.
المفتى : عبد الرحمن بن ناصر السعدي