نص السؤال:
سمعت في برامج وأحاديث عدة مرات أن من صلى أربع ركعات قبل الظهر وأربعًا بعدها وأربعًا قبل العصر وأربعًا بعد المغرب, وأربعًا بعد العشاء, وأربعًا قبل الفجر, أنه من صلى هذه الركعات يحرم جسده على النار.. فهل هذه الركعات مضافة إلى الصلاة أم أنها منفردة.. أرجو الإجابة على ذلك؟
الجواب:
نقول لك: جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن يدع أربعًا قبل الظهر وركعتين بعدها, وإذا صلى أربعًا بعدها فلا بأس, وكذلك جاء في الحديث الآخر: ((رحم الله امرءًا صلى أربعًا قبل العصر))([20]). وفي رواية: ((من حافظ على أربع قبل العصر حرمه الله على النار))([21]), وكذلك أربع بعد صلاة المغرب, فالراتبة بعد المغرب ركعتان وإن زاد ركعتين أخريين فحسن, وكذلك بعد العشاء الراتبة ركعتان, وإن زاد أربعًا فهو أولى, أما الفجر إذا طلع الفجر فلم يكن الرسول يصلي إلا ركعتين (أي راتبة الفجر) وإنما كان يتهجد قبل طلوع الفجر فإن الله أوجب على الرسول قيام الليل, كما في قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ, قُمِ اللَّيْلًَ}[المزمل:1،2] هذا أمر يقتضي الوجوب: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً, نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً, أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً}[المزمل:2 ـ 4].
قال أهل العلم مستدلين بهذه الآية أن قيام الليل واجب على النبي صلى الله عليه وسلم, أما أمته فلم يوجب الله عليها غير الفرائض فقط ولكن الرواتب مكملة لما يحصل من النقص والسنن المطلقة غير الرواتب فهي فضيلة, وفي حديث أم حبيبة: ((عشرة ركعة: أربع قبل الظهر وأربع بعدها وأربع بعد المغرب وأربع بعد العشاء وركعتين قبل الفجر حرمه الله على النار)) وفي رواية ((بنى الله له بها بيتًا في الجنة))([22]), فهذه الأربع غير الرواتب. والله أعلم.
المفتي: عبد الله بن حميد