(( الدُرر والتُحف من أقوال السلف ))
( 1 )
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه الكرام المطهرين والتابعين وتابعيهم إلى يوم الدين ... أما بعد
إن من أعظم خصائص النبي الأمين قوله صلى الله عليه وسلم ( أوتيت جوامع الكلم ) وهي واحد من الخمس التي تفرد بها النبي صلى الله عليه وسلم عن غيره من الأنبياء فما هي إلا كلمات قليلة ينطق بها الفم الطاهر فتخرج منها الأحكام والفوائد وتبنى عليها الفتاوى وتؤلف في شرحها المجلدات والله أكبر ولله الحمد ، ولما كان العلماء هم ورثة الأنبياء وكان ميراثهم العلم لذا تجد أن الربانيين منهم الراسخين أجرى الله الحق على ألسنتهم وساروا على نفس المنوال ، يتكلم الواحد منهم بالكلمات القلائل فيها من الحكم والعظات والفائدة ما الله به عليم.
أخوتي وأحبتي في الله بين أيديكم بعض من درر الكلام لعلماء السلف الكرام فيها الحِكم والأحكام لطلاب العلم والعوام ، تدبروها جيداً وافتحوا لها القلوب والأفهام.
- إذا ذاق القلب طعم عبادة الله والإخلاص له لم يكن عنده شيء قط أحلى من ذلك ، ولا ألذ ولا أطيب. " بن تيميه "
- جمع العلماء على أن قوله تعالى : ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا ) قد جمعت الطب كله . " الإمام القرطبي "
- من وجد في نفسه قوة على الفهم والتحرير فتشاغله بذلك أولى من تشاغله في أمور العبادات النافلة ومن وجد في نفسه قصوراً عن الفهم العميق وحمل العلم وتعليمه فإقباله على العبادة أولى وكل شخص أدرى بنفسه. " بن حجر "
- إذا أنت أسديت إلى إنسان جميلاً فحاذر أن تذكره ، وإذا أسدى إليك إنسان جميلاً فحاذر أن تنساه. " بن المقفع "
- المؤمن الحازم يثبت للعظائم ولا يتغير فؤاده ولا ينطق بالشكوى لسانه ، وكتمان المصائب والأوجاع من شيم النبلاء ، وما هلك الهالكون إلا من نفاد الجلد. " بن القيم "
- قال مكحول الشامي : أربع من كن فيه كن له : الشكر والإيمان والدعاء والاستغفار ... وثلاث من كن فيه كن عليه : المكر والبغي والنكث.
- قال عمر بن عبدالعزيز : (القلوب أوعية السرائر ، والشفاه أقفالها والأسئلة مفاتيحها فليحفظ كل امرئ مفتاح سره).
- قال الشافعي : من تعلم القرءان عظمت قيمته ، ومن تعلم الفقه نبل مقداره ، ومن تعلم الحديث قويت حجته ، ومن تعلم الحساب جزل رأيه ، ومن تعلم اللغة رق طبعه ، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه.
- قال لقمان الحكيم : ثلاث من كن فيه فقد أستكمل الإيمان: من إذا رضي لم يخرجه رضاه إلى الباطل، وإذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، وإذا قدر لم يتناول ما ليس له.
- قال بن عباس: ما من مؤمن ولا فاجر إلا وقد كتب الله تعالى رزقه من الحلال ، فإن صبر حتى يأتيه أتاه الله ، وإن جزع فتناول شيئاً من الحرام نقصه الله من رزقه الحلال.
- قال الحسن البصري : أربع من كن فيه فقد عصمه الله من الشيطان وحرم عليه النار ، من يملك نفسه عند الرغبة والرهبة والشهوة والغضب.
- سنة الله في أهل الباطل أنهم يعادون الحق وأهله وينسبونهم إلى معاداته ومحاربته. " بن القيم "
- قال بن مسعود : من جاءك بالحق فاقبل منه وإن كان بعيداً بغيضاً ، ومن جاءك بالباطل فاردده عليه وإن كان حبيباً قريباً.
- الإسناد سلاح المؤمن ، فإن لم يكن له سلاح فبأي شيء يقاتل. " سفيان الثوري "
- من لم يعرف ثواب الأعمال ثقلت عليه في جميع الأحوال. " بن رجب "
- طلب العلم شديد ، وحفظه أشد من طلبه ، والعمل به أشد من حفظه. " الإمام الذهبي "
- تقديم العقل على النقل قدحاً في العقل. " بن أبي العز "
- قال عمر بن عبدالعزيز : لا تكن ممن يتبع الحق إذا وافق هواه ، ويخالفه إذا خالف هواه ، فإذا أنت لا تثاب على ما وافقته من الحق ، وتعاقب على ما تركته منه.
- أعمل لله فأنه أنفع لك من العمل لنفسك. " الصوري "
- لا تكن ولياً لله في العلانية وعدوه في السر. " بلال بن سعد "
- قال وهيب بن الورد : إن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فأفعل.
- قال ابن الجوزي : ( تاملتُ وقوع المعاصي من العصاة ، فوجدتهم لا يقصدون العصيان وإنما يقصدون موافقة هواهم ، فوقع العصيان تبعا . فنظرت في سبب ذلك الإقدام مع العلم بوقوع المخالفة ؛ فإذا به ملاحظتهم لكرم الخالق ، وفضله الزاخر . ولو أنهم تأملوا عظمته وهيبته ، ما انبسطت كفٌ بمخالفته ).
- قال الشافعي : " وددت أن الناس تعلموا هذا العلم على ألا ينسب إليَّ منهُ شيء "
- قال عمر بن الخطاب: ( إن قوماً أصلح الله قلوبهم. أحيوا الحق بذكره، وأماتوا الباطل بتركه(
- ( والبدعة مقرونة بالفرقة كما أن السنة مقرونة بالجماعة ، فيقال أهل السنة والجماعة كما يقال أهل البدعة والفرقة ) " بن تيميه "
- كان محمد بن يوسف يقول ( وأين مثل الأخ الصالح ؟ أهلك يقتسمون ميراثك ويتنعمون مما خلفت وهو منفرد بحزنك ، مهتم مما قدمت وما صرت إليه ، يدعو لك في ظلمات الليل وأنت تحت أطباق الثرى )
- قال الحسن رضي الله عنه ( ما ضربت ببصري ولا نطقت بلساني ولا بطشت بيدي ولا نهضت من مقامي حتى أنظر أعلى طاعة أم على معصية ؟ فإن كانت طاعة تقدمت وإن كانت معصية تأخرت )
- قالت أم سفيان الثوري لسفيان : يا بني إذا كتبت عشرة أحرف فأنظر هل ترى في نفسك زيادة في خشيتك وحلمك ووقارك ؟ فإن لم ترى ذلك فأعلم أنها تضرك ولا تنفعك.
- قال داوود الطائي : ( ما أخرج الله عبدا من ذل المعاصي إلى عز التقوى إلا أغناه بلا مال وأعزه بلا عشيرة وآنسه بلا بشر )
- سئل الشافعي رحمه الله كيف طلبك للعلم ؟ قال " طلب الأم المضلة ولدها لا تملك غيره ".