لعل الناظر بعين العقل إلى عالمنا اليوم , وإلى تفاصيل ودقائق حياتنا , يدرك على الفور , أن أهم ما ينقصه هو الحب .
لقد سار بنا الزمان شوطا كبيرا فى متاهات هائلة , وباتت علاقتنا ببعضنا خالية من العواطف . صار اعتمادنا على التقنيات
الحديثة كبيرا , فسرقت منا بساطتنا ووقتا الحميم , الذى كنا نقضيه مع أهلنا وأصدقائنا . حقا لقد سكن بعض الناس فى بيوت كبيرة وفخمة ,
لكنها باعدت بينهم , حتى فى البيت الواحد , فبات الأخ لا يدرى أين يجلس أخوه , وبات على الأم أن تبذل جهدا كى ترى كل أولادها
.. كانت البيوت فى ما مضى أحلى أقرب , وكانت تتعانق فى حميمية رائعة , كان الجار يسمع صرخة الجار المتألم فيهب لنجدته
وكان أولا الحارة كأنهم أولاد عائلة واحدة ... مجلس اليوم تشعر فيه وكأنك فى حاجة إلى مكبر صوت أو إلى أن
تصرخ , حتى يصل صوتك إلى الآخرين البعيدين عنك .
** فى مطلع القرن العشرين كان يقول العلماء , إن للانسان اربع عشرة غرائز .. مقابل كل غريزة انفعال , وهناك
عوائق امام كل غريزة . ... لكن الدراسات الحديثة , أثبتت أن الغرائز مقصورة على الحيوان , الغريزه التى تعرف
بأنها صناعة فكرية كاملة منذ الولادة , لا توجد عند الانسان .. ان للانسان حاجات , حاجة الى الشرب وحاجة الى الاكل
وحاجة الى المشاعر وسواها ,وهذه الحاجات تسبب له اندفاعا وحافزا ولذلك فان الانسان لا يمتلك
الغرائز وانما يمتلك الدوافع والحوافز , لان الحوافز النفسية هى التى تدفع الانسان الى السعى والعمل ..
والى قضاء الحاجات , التى تبقى ما دامت الحياه , فأنت تجوع وتعطش ما دمت حيا .
ان الحاجة الاولى والكبرى للانسان فى الحياه هى حاجته الى المشاعر والحب سواء ان كان حب الام
او الاب او الاولاد او الحبيبه او حب الوطن ... وان الدافع الى الحب هو الحافز الاول والاهم فى الحياه
ان تكون محبوبا من الاخرين .. ولا يكفيك ان تكون عنيا او صاحب نفوذ بل تريد ان تكون محبوبا ومحترما .
واخيرا لكم منى كل الحب والاحترام .