الراجية عفو ربها عضومميز
المساهمات : 108 تاريخ التسجيل : 13/05/2008
| موضوع: المصيبة كبيرة جدا...والله انها وافعة علينا لا محالة السبت مايو 31, 2008 9:22 am | |
| [center
بسم الله الرحمن الرحيم
إنها بداية رحيلنا من هذه الدنيا وإنتقالنا إلى الدار الآخرة, إنها سنة الله في خلقه, إنه الموت, إنها الفاجعة, إنها المصيبة, إنها كأس المنية, فلابد لكل نفس أن تذوقها عاجلاً أو آجلاً
قال تعالى:{كُلُ نفس ذآئقة الموت} وقال تعالى:{إنك ميتٌ وإنهم ميتون} وقال تعالى:{أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة} وقال تعالى:{قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون}
هو الموت مامنه ملاذٌ ومهرب متى حط ذا عن رحله ذاك يركبُ نؤمل آمـــالاً ونرجـــو نتاجـــها وبـاب الــردى مما نؤمــل أقــــربُ
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم((أكثروا ذكر هادم اللذات)) يعني: الموت. الموت آية من آيات الله ومعجزة من معجزاته سبحانه وتعالى فليست هناك قوة تستطيع أن تقف في وجه الموت فالموت لايهاب أحداً ولايخاف أحداً فكم أنزل الموت ملوكاً عن عروشهم وكم خطف طفلاً يرضع من صدر أمه وكم فرق بين زوج وزوجته الموت هادم اللذات ومفرق الجماعات وميتم الأطفال ومرمل النساء وقاطع الأماني فكم من بيت أدخل الحزن عليه وكم من طفل بكى فراق والديه إنه الموت الذي ماذكر في كثير إلا قلله فكفى بالموت واعظاً للقلوب ومبكياً للعيون. قال عمرو بن العاص رضي الله عنه: عجباً لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لايصفه؟ فلما نزل به الموت ذكره إبنه بقوله, وقال: صفه. قال: يابني! الموت أجلُ من أن يوصف ولكني سأصف لك, أجدني كأن جبال رضوى على عنقي وكأن في جوفي الشوك, وأجدني كأن نفسي يخرج من إبرة. رضوى:إسم جبل بالمدينة.
الله أكبر هذا قول صحابي فما عسانا أن نقول؟ فالموت كأس مر مذاقها, والموت شديد وكل نفس تهابه.
أخواني أخواتي فلتعلموا أن شدة الألم في سكرات الموت لايعرفها على حقيقتها إلا من ذاقها فألم النزع يهجم على الروح فيستغرق جميع أجزائها, وكل عرق من عروقها, وكل عصب من الأعصاب, وكل مفصل من المفاصل, وكل شعرة وبشرة من أعلى الرأس إلى أسفل القدمين فلا تسأل عن كربه وآلامه.
قيل أن الموت أشد من ضرب السيف ونشر المناشير لأن ألمهم متعلق بالروح فكيف إذا كان المنتزع هو الروح...
تخيلوا معي ونحن على فراش الموت لايسمع منا إلا خوار وغرغرة من الحلق والصدر وتغير لون البشرة وإنتشر الألم في الداخل والخارج ورتفعت الحدقتان إلى أعلى الجفون وتقلص اللسان إلى أصله وخضرت الأنامل فكيف بجسدنا وكل عرق يجذب ثم تموت أعضائنا تدريجياً فتبرد القدمان ثم الساقان ثم الفخذان ولكل عضو سكرة بعد سكرةٌ وكربةً بعد كربة حتى تبلغ الروح الحلقوم وحينها ينقطع نظرنا عن الأهل والأحبة وانغلق باب التوبة...
اللهم يارحمن يارحيم أعنا على سكرات الموت ووفقنا لنطق((لاإله إلا الله))موقنين بها وأن يجعلها آخر كلامنا من الدنيا.
حملنا لمغسلة الأموات لنغسل ونكفن...
آآآه كم إنسان قد غسل في هذا المكان؟ وكم إنسان سيغسل, ومن سيكون عليه الدور؟ الله أعلم! إنها عبرة وعظة لأولي الألباب.
هذا هو إبن آدم قد فارق الحياة وأصبح جثةً هامدةً لاحراك فيه, وقد جرد من الثياب إلا مايستر عورته وألقي على الألواح ليغسل.
فجائني رجلٌ منهم فجردني من الثياب وأعراني وأفردني
الله أكبر أين أهل الدنيا ليعتبروا؟
[أين العينان لتبصرا وتريا؟ أين الأذنان لتسمعا؟ أين اليدان لتتحركا؟ أين ذلك الرأس ليرتفع؟ أين ذلك الجسد؟ إنه ملقى على ألواح قد جرد من ملابس الدنيا فلا روح فيه ولاقوة ولاحراك.
إنه الموت الذي صرع الرجال إنه الموت الذي قهر الأبطال
ثم يبدأ المغسل في التغسيل ويعصر البطن ليخرج منها ماهو مستعد للخروج
ويقوم المغسل بصب الماء بكثرة ولف خرقة خشنة على يده اليسرى فينجي الميت وينقي المخرج بالماء ثم يوضأه كوضوء الصلاة إلا في المضمضة والإستنشاق فيكفي الغاسل أن يمسح الأسنان والمنخرين بأصبعين مبلولتين أو عليهما خرقة مبلولة بالماء ثم يغسل رأسه ولحيته برغوة السدر وإذا لم يكف السدر في إزالة الأوساخ فلا بأس بإستعمال الصابون والشامبوا ويغسل غسل السنة.
وأودعـوني على الألواح منطـرحــاً وصار فوقي خرير الماء ينظفنـي وأسكب الماء من فوقي وغسلني غسلاً ثلاثاً ونادى القوم بالكفن
وبعد غسله وتنشيفه يكفن...
وأخرجوني من الدنيا فوا أسفي على رحيل بلا زاد يبلغني
ثم يصلى عليه ويحمل على أكتاف الرجال ليوضع في قبره وقال صلى الله عليه وسلم(يتبع الميت ثلاثة: فيرجع إثنان ويبقى معه واحد, يتبعه أهله وماله وعمله, فيرجع أهله وماله ويبقى عمله)) وقال صلى الله عليه وسلم((أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم))
وحملوني على الأكتاف أربعةٌ من الرجال وخلفي من يشيعني
ثم يوضع في القبر أول منازل الآخرة أنظروا لضيق تلك الحفرة فبعد سعة القصور والدور تكون رهين عملك في ظلمة القبر إلا من نور الله له قبره بالعمل الصالح ووسع فيه.
ليس الغريب غريب الشام واليمن إن الغريب غريب اللحد والكفن
هذا هو القبر بيت الوحشة, بيت الغربة, بيت الدود, بيت اللحود, هذا هو القبر الذي طالما نسيناه, وغفلنا عنه, هذا هو القبر الذي أقض مضاجع الصالحين, وأبكى العلماء المجتهدين. نعوذ بالله من عذاب القبر! ثم يوضع الميت في القبر والله المستعان
في ظلمة القبر لاأم هناك ولا أبٌ شفيق ولا أخٌ يؤنسني
الله أكبر ويدخله أهله القبر بأيديهم وقلوبهم تتقطع حزناً وألماً على فراقه ثم ينتهون من دفنه ويتركونه وحيداً ولكنها سنة الله في خلقه وهاهو يستقبل أول ليله له في قبره ولن يخرج منه إلا يوم القيامة...إنها والله عبرةٌ صامتةٌ لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
وأنزلوني إلى قبري على مهل وقدموا واحداً منهم يلحدني فقام محترِماً بالعزم مشتمــلاً وصفف اللبن من فوقي وفارقني
ويوضع على اللبنات طين لتثبيتها وكذلك لسد الفتحات الموجودة فيما بينها...
وقال هلوا عليه الترب واغتنموا حسن الثواب من الرحمن ذي المنن
وأخيراً هذه هي نهاية الإنسان وهذا هو المسكن الحقيقي الذي هو أول منازل الآخرة. الموت باب وكل الناس داخله ياليت شعري بعد الموت ما الدار
أنظروا إليهم إنهم جيران متقاربون, ولكنهم جيران لحدٍ لايتزاورون.
أليس في تلك القبور ومن سبقنا عبرة؟ لقد تساوى الغني والفقير, والقوي والضعيف, والأبيض والأسود, والرئيس والمرؤوس. إنهم أهل القبور يتمنون الرجوع إلى هذه الدنيا, لا لأجل الأموال والقصور, وإنما لأجل سجدة أو تسبيحة أو تهليلة, ولكن هيهات طويت الصحائف, وخرجت الأرواح من الأجساد, لقد مضى العمر, وانقضى الأجل, فكل ميت رهين عمله في قبره, والله المستعان.
أحبتي أوصيكم ونفسي المقصره في طاعة الله بالإكثار من صلاة الليل, وصيام التطوع, وقراءة القرآن, الصدقة الصدقة فأجرها عظيم حتى وإن قلت والمواظبه على أذكار الصباح والمساء والشكر وذكر الله آآآآآآآآآه فكم أنا مقصرة في طاعة الله أحبتي أمامنا رحلةٌ طويلةٌ ويوماً عظيماً, ومصيراً ينتظرنا, فلنقدم الأعمال الصالحة قبل أن نقدم ليصلى علينا....
أتمنى من الجميع الإطلاع على كتاب الميت لفضيلة الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
أتمنى لو أن يتم تثبيت الموضوع لأهميته وجزاكم الله كل خير [/center] | |
|
hadwa المشرف العام
المساهمات : 1327 تاريخ التسجيل : 28/03/2008 العمر : 45
| موضوع: رد: المصيبة كبيرة جدا...والله انها وافعة علينا لا محالة الجمعة يونيو 13, 2008 1:56 pm | |
| قال تعالى:{كُلُ نفس ذآئقة الموت}
اللهم احسن ختامنا ويسر حسابنا واجعل الموت راحة لنا من كل شر فالموت حق جزاكى الله كل خيرا | |
|