زائر زائر
| موضوع: ابو الدرداء الثلاثاء يونيو 10, 2008 11:13 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حديثنا اليوم عن صحابى جليل يلقب بابو الدرداء
يوم اقتنع بالاسلام دينا، وبايع الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا الدين الكريم، كان تاجرا ناجحا من تجار المدينة النابهين، وكان قد قضى شطر حياته في التجارة قبل أن يسلم، بل وقبل أن يأتي الرسول والمسلمون المدينة مهاجرين..
قال ابو الدرداء " أسلمت مع النبي صلى الله عليه وسلم وأنا تاجر..
وأردت أن تجتمع لي العبادة والتجارة فلم يجتمعا..
فرفضت التجارة وأقبلت على العبادة.
وما يسرّني اليوم أن أبيع وأشتري فأربح كل يوم ثلاثمائة دينار، حتى لو يكون حانوتي على باب المسجد..
ألا اني لا أقول لكم: ان الله حرّم البيع..
ولكني أحبّ أن أكون من الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عنذكر الله
ولقد كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم تلههم تجارتهم ولا بيعهم عن ذكر الله.. بل اجتهدوا في انماء تجارتهم وأموالهم ليخدموا بها قضية الاسلام، ويكفوا بها حاجات المسلمين..
ولكن منهج هؤلاء الأصحاب، لا يغمز منهج أبو الدرداء، كما أن منهجه لا يغمز منهجهم، فكل ميسّر لما خلق له..
اللهم اني أعوذ بك من شتات القلب"..
سئل:
وما شتات القلب يا أبا الدرداء..؟؟
فأجاب:
أن يكون لي في كل واد مال"..!!
وهو يدعو الناس الى امتلاك الدنيا والاستغناء عنها.. فذلك هو الامتلاك الحقيقي لها.. أما الجري وراء أطماعها التي لا تؤذن بالانتهاء، فذلك شر ألوان العبودية والرّق.
هنالك يقول:
" من لم يكن غنيا عن الدنيا، فلا دنيا له".. والمال عنده وسيلة للعيش القنوع معتدل ليس غير.
ومن ثم فان على الناس أن يأخذوه من حلال، وأن يكسبوه في رفق واعتدال، لا في جشع وتهالك.
فهو يقول:
" لا تأكل الا طيّبا..
ولا تكسب الا طيّبا..
ولا تدخل بيتك الا طيّبا".
ويكتب لصاحب له فيقول:
".. أما بعد، فلست في شيء من عرض الدنيا، والا وقد كان لغيرك قبلك.. وهو صائر لغيرك بعدك.. وليس لك منه الا ما قدّمت لنفسك... فآثرها على من تجمع المال له من ولدك ليكون له ارثا، فأنت انما تجمع لواحد من اثنين:
اما ولد صالح يعمل فيه بطاعة الله، فيسعد بما شقيت به..
واما ولد عاص، يعمل فيه بمعصية الله، فتشقى بما جمعت له،
فثق لهم بما عند الله من رزق، وانج بنفسك"..!
عندما فتحت قبرص وحملت غنائم الحرب الى المدينة رأى الناس أبا الدرداء يبكي... واقتربوا دهشين يسألونه، وتولى توجيه السؤال اليه:" جبير بن نفير":
قال له:
" يا أبا الدرداء، ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الاسلام وأهله"..؟؟
فأجاب أبو الدرداء في حكمة بالغة وفهم عميق:
ويحك يا جبير..
ما أهون الخلق على الله اذا هم تركوا أمره..
بينما هي أمة، ظاهرة، قاهرة، لها الملك، تركت أمر الله، فصارت الى ما ترى"..!
أجل..
وبهذا كان يعلل الانهيار السريع الذي تلحقه جيوش الاسلام بالبلاد المفتوحة، افلاس تلك البلاد من روحانية صادقة تعصمها، ودين صحيح يصلها بالله..
دخل عليه أصحابه يعودونه وهو مريض، فوجدوه نائما على فراش من جلد..
فقالوا له:" لو شئت كان لك فراش أطيب وأنعم.."
فأجابهم وهو يشير بسبّابته، وبريق عينيه صوب الأمام البعيد:
" ان دارنا هناك..
لها نجمع.. واليها نرجع..
نظعن اليها. ونعمل لها"..!!
وهذه النظرة الى الدنيا ليست عند أبي الدرداء وجهة نظر فحسب بل ومنهج حياة كذلك..
خطب يزيد بن معاوية ابنته الدرداء فردّه، ولم يقبل خطبته، ثم خطبها واحد من فقراء المسلمين وصالحيهم، فزوّجها أبو الدرداء منه.
وعجب الناس لهذا التصرّف، فعلّمهم أبو الدرداء قائلا:
" ما ظنّكم بالدرداء، اذا قام على رأسها الخدم والخصيا وبهرها زخرف القصور..
أين دينها منها يومئذ"..؟!
هذا حكيم قويم النفس، ذكي الفؤاد..
وانه ليقول:
" ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يعظم حلمك، ويكثر علمك، وأن تباري الناس في عبادة الله تعالى"..
وفي خلافة عثمان رضي الله عنه، وكان معاوية أميرا على الشام نزل أبو الدرداء على رغبة الخليفة في أن يلي القضاء..
وهناك في الشام وقف بالمرصاد لجميع الذين أغرّتهم مباهج الدنيا، وراح يذكّر بمنهج الرسول في حياته، وزهده، وبمنهج الرعيل الأول من الشهداء والصدّيقين..
وكانت الشام يومئذ حاضرة تموج بالمباهج والنعيم..
وكأن أهلها ضاقوا ذرعا بهذا الذي ينغصّ عليهم بمواعظه متاعهم ودنياهم..
فجمعهم أبو الدرداء، وقام فيهم خطيبا:
" يا أهل الشام..
أنتم الاخوان في الدين، والجيران في الدار، والأنصار على الأعداء..
ولكن مالي أراكم لا تستحيون..؟؟
تجمعون ما لا تأكلون..
وتبنون ما لا تسكنون..
وترجون ما لا تبلّغون..
وقد كانت القرون من قبلكم يجمعون، فيوعون..
ويؤمّلون، فيطيلون..
ويبنون، فيوثقون.. فأصبح جمعهم بورا.. وأماهم غرورا..
وبيوتهم قبورا..
أولئك قوم عاد، ملؤا ما بين عدن الى عمان أموالا وأولادا..".
ثم ارتسمت على شفتيه بسمة عريضة ساخرة، ولوّح بذراعه في الجمع الذاهل، وصاح في سخرية لا فحة:
" من يشتري مني تركة آل عاد بدرهمين"..؟! ذلك هو أبو الدرداء، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلميذه..
وذلكم هو أبو الدرداء، الحكيم، القدّيس..
ورجل دفع الدنيا بكلتا راحتيه، وزادها بصدره..
هذا هو أبو الدرداء الذي كان اذا أطرى الناس تقاه، وسألوه الدعاء، أجابهم في تواضع وثيق قائلا:
" لا أحسن السباحة.. وأخاف الغرق"..!!
**
كل هذا، ولا تحسن السباحة يا أبا الدرداء..؟؟
ولكن أي عجب، وأنت تربية الرسول عليه الصلاة والسلام... وتلميذ القرآن.. وابن الاسلام الأوّل وصاحب أبي بكر وعمر، وبقيّة الرجال..!؟ بعد ان سمعنا موجز مختصر عن قصة الصحابى الجليل المأخوذه من كتاب رجال حول الرسول من منا يريد ان يكون ابو الدرداء |
|
hadwa المشرف العام
المساهمات : 1327 تاريخ التسجيل : 28/03/2008 العمر : 45
| موضوع: رد: ابو الدرداء الجمعة يونيو 13, 2008 2:51 pm | |
| جزاكى خيرا على اختيارك
ونقللك جعلة الله فى ميزان حسناتك
فما اجمل ان نتعلم من الصحابة
ونتوغل فى حياتهم الجميلة التى كنت اتمنى ان اكون فى هذا الزمان
الله يبارك فيكى اختى الحبيبة ونستفيد منكى اكثر واكثر | |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: ابو الدرداء السبت يونيو 14, 2008 12:09 am | |
| وجزاكى الله خير الجزاك لمشاركاتك المتكرره لى احبك فى الله |
|