موضوع: الجوال .... النمام الأربعاء يوليو 23, 2008 5:05 am
الجوّال .. النمّام !
تتطوّر التقنيات على شكل متواليات هندسيّة.. يصعب اللحاق بها أحياناً.. وهي تفقد متعتها بسرعة.. لأنّك ما إن تقتني إحداها حتى يكون السوق قد استقبل الأخرى أو عشرات غيرها.
الجديد ـ غالباً ـ هو في شكل (الأداة) ومستوى (الأداء) وليس في أصل الوظيفة أو الهدف.. أداة الطحن ـ كانت في البدء ـ يدوية.. ثمّ تطوّرت شيئاً فشيئاً إلى مكائن ومطاحن.. اليوم بضغطة زر.. تستحيل المواد الصلبة إلى مساحيق وسوائل.
وسيلة النقل، كانت الدابّة سواء كانت فرساً أو جملاً أو بغلاً أو حماراً.. هي اليوم متعددة.. لكنّها تخدم الغرض ذاته.. تختصر على الانسان وقته ومتاعبه.. وتوصله إلى المكان المقصود.. وسائل الاتصال كانت بدائيّة بسيطة.. إحداها استخدام الحمام الزاجل في نقل الرسائل.. مع تطوّر العصر استحدثت وسائل جديدة، كالهاتف والبريد والفاكس والبريد الالكتروني.. لكلّ واحدة من هذه الوسائط أخوات وبنات كثيرات.
الهاتف تطوّر.. ليصبح هاتفاً نقّالاً محمولاً جوّالاً، يكون معك حيثما تكون، لكنّ مهمّته لم تتغيّر كثيراً.. هي هي.. كان ينقل الرسائل الصوتية المباشرة وغدا ينقلها كذلك، ولكن بشكل أسهل وأكثر مرونة.. راح ينقل الصوت مباشرة، أو يخزن لك رسالة صوتية، وربّما يحتفظ بالصورة الملتقطة آنيّاً في ذاكرته.. الازدواجيّة الوظيفيّة لم تغيِّر أصل الاختراع.. هناك إضافات نوعيّة دخلت على ما هو موجود فعلاً..
وكأيّ جهاز آخر.. فالهاتف النقّال أو الجوّال صُمّم أو صُنع ليقضي ويُسدي خدماته للناس.. وكأي جهاز أو مُختَرع آخر.. يمكن أن يكون سلاحاً ذا حدّين.. يُستخدم في (النافع) ويستعمل في (الضارّ)..
كان (الهاتفُ) يستخدم من قِبَل المسيئين وممّن في قلوبهم مرض للمعاكسة والتحرّش الجنسيّ.. وهو اليوم يؤدِّي الغرض الدنيء نفسه، ولكن بدرجة أكبر وأخبث..
فمن الظواهر الشائعة في بعض البلدان: (البلوتوس) مثلاً.. فالجوال في الصناعة الجديدة يختزن ملفّات مرئية أو صوتية، ويبثّها في ميدان مغناطيسي قطره 100م أو يزيد، وبدون أن يطبع رقم جوّالك تستلم أنت ومَن يدورون في فلك ذلك الميدان رسائل موجّهة من مرسل مجهول، على شكل كلمات بذيئة أو صور خليعة!
وقد ينقل هؤلاء عبر جوّالاتهم رسائلهم القصيرة عبر القنوات الفضائية التي لا (تدقِّق) ولا (تحقِّق) ولا (تراقب) ولا (تحاسب).. وهي منقوصة الحريّة في غير جانب، لكنّها تتعامل بحريّة مغرضة وتامّة في هذا الجانب .. !
المشكلةُ بالأمس.. هي المشكلةُ اليوم.. نعم، ربّما اتّسعت دائرة الخراب والفساد أكثر.
والذي لم يمنعه حياؤه من المعاكسة المباشرة، أو غير المباشرة عبر الهاتف، بالأمس، هو الذي يزاولها ـ اليوم ـ (بطريقة عصرية) ولا نقول متحضّرة لأنّها منافية للتحضّر.. فكلّ إساءات الأدب (تخلّف) و(رجعيّة) و(بهيميّة).. سواء جاءت عبر الهاتف العادي أو الهاتف النقّال، أو أيّة وسيلة أخرى..
في الحديث الشريف: «إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت»..
هذه ليست دعوة لـ (الإنفلات)، بل إقرار أنّ الحياء إذا نقص أو زالَ لم يكن ثمة رادع يردع الانسان عن القيام بأيّ عمل مشين ومهين. من هنا نفهم لماذا: «إنّ الله يحبّ الحييّ المتعفِّف، ويبغض الوقح المُلحِف »!وحبّ الله ليس (عاطفة).. إنّه كرامة ورحمة.. وبُغضه ليس (عاطفة) إنّه سخط وانتقام، ولذا فمن لا يستحي من الناس، كيف نتوقّع منه أن يستحي من الله؟! الحياء ليس شعبة من الإيمان فقط، بل هو من أهمّ شعبه، لأنّ لكلّ دين خُلق، وخُلق الاسلام الحياء.. فكيف أكونُ مسلماً وأنا أتسوّر على أعراض الناس؟ وكيف أكون مؤمناً وأنا أنتهكُ حرماتهم؟!
يقول الشاعر: إذا قلّ ماءُ الوجه قلّ حياؤهُ***ولا خيرٌ في وجه إذا قلّ ماؤهُ حياؤكَ فاحفظهُ عليكَ فإنّما***يدلُّ على وجه الكريم حياؤهُ
اذا لم تستح فافعل ما شئت الحياء شعبه من شعب الايمان ولكن............... اين الايمان اخى الفاضل ندور فى حلقه مفرغه التربيه .... البيت...............الام.........الاب.......... دمت بخير
hadwa المشرف العام
المساهمات : 1327 تاريخ التسجيل : 28/03/2008 العمر : 45